الاثنين، 9 ديسمبر 2013

الإقطاع الوظيفى وديموقراطية الغوغاء


    
كتبت / أمانى مغاورى
      أتناول اليوم منظومة الإعلام المصري الحكومى الفاسد التى شغلت وظائفها بالواسطة و المحسوبيه فى عهد مبارك، لذا فإنها تدين بالولاء لنظامه الفاسد ، دأبت هذه المنظومة على مهاجمة المصريين والتقليل من شأنهم والسخرية من عقائدهم واتجاهاتهم والنظر إليهم بإعتبارهم مخلوقات أدنى ثقافة وعلما وشأنا من أصحاب السلطة و الحظوة المتمثلين فى شلة الحزب الوطنى ومن حالفهم من المعارضة الكرتونيه .
     داخل هذا الإطار وتحت عنوان "ديموقراطية الغوغاء"  للكاتب الصحفى/محمد عبد المنعم فى صفحته المسماه "بالمنطق" التى نشرت فى جريدة الأهرام الصادرة فى6 ديسمبر 2013، شبه هذا الكاتب "المحترم ـ الوطنى" المصريين باليهود ، حيث قارن قيام المصريين باختيار رئيسهم عبر انتخابات ديموقراطيه حرة نزيهة بتصويت اليهود على العفو عن المجرم "باراباس" وإعدام السيد المسيح ،وذلك وفقا للقوانين الرومانية التى كانت تسمح بالتصويت من أجل إعفاء أحد المحكوم عليهم بالإعدام من العقوبة.
    طبعا مقارنه فاسدة حقيرة لا تصح أبدا ، اليهود اختاروا قتل المسيح عليه السلام ـ العقيدة الإسلامية تنفى أن المصلوب كان عيسى عليه السلام ـ وقتلوا أنبياء كثيرين غيره دون الخضوع لإستفتاء الرومان أوغيرهم ، كما أن الخاسر فى انتخابات الرئاسة ذلك الهارب لدبى لم يكن السيد المسيح فتاريخه الأسود معروف وتشبيهه بنبى يعد سفها ، ولوكان الأقرب هو تشبيهه بالمجرم باراباس.
  أما عن اختيار المصريين بإرادتهم الحرة من يحكمهم ويمثلهم ،فقد وصفهم الكاتب "المحترم" بالتالى:"لو أصبح القرار فى أيدى سلالة هؤلاء الدهماء ومنهم الكثيرون فى دول العالم الثالث فالنتيجة المؤكدة هى اختيار المنحرفين والفاسدين ، أما الأكفاء والمؤهلين فلهم الله تعالى ومعهم كل المظلومين"
ماهذه العنصرية البغيضة والإستعلاء والعنجهية غير المبررة ، من جعلك وأمثلك أوصياء على إرادة المصريين ، تحتقرونهم وتنظرون إليهم نظرة فوقيه ، وأنتم من أذلوهم ونهبوا ثروات بلادهم وهمشوهم عبر عقود . نشأة "الإقطاع الوظيفى" فى عهد سيدك مبارك هو ما أوصل أمثالكم لشغل وظائف لستم مؤهلين لها بالرشوة والمحسوبيه ، وأتاح لكم توريثها لأبناءكم ومحسايبكم على حساب من هم أكفأ وأجدر منهم ، والآن تحتقرون الشعب الصابر المحتسب وتصفونه بسلالة الدهماء أما أنتم فالأسياد الأكفاء المؤهلين...الأكفاء المؤهلين حقا دفعهم نظام مبارك الفاسد للإنتحار كشهيد الخارجيه غير اللائق إجتماعيا الراحل عبد الحميد شتا....الأكفاء المؤهلين لا يجدون وظيفه فى النيابه رغم أنهم من المتفوقين بينما يعين أبناء القضاة رغم رسوبهم وتدنى تقديراتهم ..هكذا تسير كل مؤسسات الدولة ومنها الإعلام الذى أصبح مهنة من لا مهنة له ،فنظام مبارك الفاسد مازال يتربع على السلطة ويدير كافة مؤسسات الدولة لحسابه ، وفلول هذا النظام مثل السيدين عمرو موسى ، وأحمد الطيب هم الذين يتصدرون الساحة السياسية الآن، كأن مصر عقمت أن تلد إلا أبناء الحزب الوطنى ليشغلوا هم وأبنائهم ومحاسيبهم كل الوظائف العامة فى الدولة فيما أسميته ب"الإقطاع الوظيفى" أو التوريث حيث أصبحت مصر ملكا خاصا لهم يتوراثونها وينهبون ثرواتها ويسرقون آثارها ، أما بقية المصريين فلا حق لهم فى أى مظهر من مظاهر الحياة الكريمة فما هم إلا خدم وعبيد لسادة الحزب القذر المسمى بالحزب الوطنى.