الثلاثاء، 2 نوفمبر 2010

في مثل هذا اليوم الثاني من نوفمبر عام 1917م منذ 93 عام بعث رئيس وزراء بريطانيا آرثر جيمس بلفور برسالة إلى الملياردير اليهودي الإنجليزي اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. مع ملاحظة أن الوعد المشئوم لم يعط لليهود الحق فى الإستيلاء على كامل أرض فلسطين ، كما أنه اشترط عدم المساس بحقوق غير اليهود الموجودين في فلسطين ، و رغم ذلك لم تلتزم العصابات اليهودية متعددة الجنسيات التى قدمت للإستيلاء على أرض العرب بكلا الأمرين ، واستمر الصهاينة في تنفيذ مخططهم الرامي للإستيلاء على فلسطين ،وبعد 30 عام أخرى وفي 30مايو1948م تمكنوا من ذلك بمعاونة بريطانيا التى كانت دولة عظمى في تلك الفترة ،و انسحب البريطانيون من فلسطين و أعلن اليهود قيام دولتهم في نفس اليوم ، وانطلقوا يبيدون قرى بأكملها بأشع الطرق ، وكلنا نذكر دير ياسين وغيرها من المدن و القرى المنكوبة ، وما لم يذكره التاريخ أشد و أفظع ، حيث وجدت العصابات الصهيونية التى تدرب أفرادها على أحدث الأسلحة وطرق القتال في الحرب العالمية الثانية أنها في مواجهة شعب أعزل وجيوش عربية هزيلة يوجهها الإستعمار البريطاني المتواطىء مع الصهاينة أساسا ،مما سهل مهمتهم فى ذبح الشعب الأعزل واقتلاعه من أرضه . نتذكر هذا اليوم بقلوب يعتصرها الألم ، بينما الصهاينه ماضون في تنفيذ خططهم الإنتقامية الإجرامية ، وكذلك تحقيق نبؤتهم التوراتية المزعومة وإقامة دولتهم "من النيل للفرات" ، فقد بدأت خطتهم من الفرات و بمعاونة الولايات المتحدة الأمريكية (وهى القوة العظمى التى تتحكم فى العالم حاليا ) بإحكام الحصار حول العراق و احتلاله وتدميره للإنتقام من أحفاد نبوخذ نصر ، فاليهود وبعد آلاف السنين لم ينسوا السبي البابلى ، والدور آت على مصر ، فلهم ثأرهم مع المصريين أيضا ، مصر التى استعبد فرعونها اليهود وأذلهم ، أما خطتهم التى بدأوا في تنقيذها قبل أكثر من ثلاثين سنة فهى السيطرة على منابع النيل للتحكم في شريان حياة المصريين ، وكذلك إثارة النعرات الطائفية لتفتيت وحدة مصر فيسهل ابتلاعها وخاصة عندما تطلب طائفة من المصريين من الصهاينة أن يحتلوا مصر ليخلصوهم من الظلم المزعوم الواقع عليهم فى الوقت الذى يدمر فيه الصهاينة الكنائس في فلسطين المحتلة . الصهاينة يعتمدون لتحقيق أغراضهم على تسخير القوى العظمى لخدمة الأطماع الصهيونية من جهة ، و إضعاف العرب من جهة أخرى ، وطريقهم في الحالتين إستخدام المال و النساء ، ويسيرون بخطى ثابته لتحقيق أهدافهم ، بينما يكتفى العرب بالتناحر فيما بينهم بسبب مباراة رياضية ، و إقامة مهرجانات التطبيع مع الكيان الصديق(لمن يطبع معه و لسنا منهم). والدولة اليهودية إلى زوال بأمر الله ، إن وعد الله كان مفعولا

الثلاثاء، 2 مارس 2010

من الطبيعي أن يدافع عن بلاده ، لكن ليس طبيعيا أن تؤيده يا دكتور

الدكتورالذى أقصده هو الدكتور عبد المنعم سعيد ، و هو غنى عن التعريف ، والذى أصبحت لديه فكره تستحوذ على جل تفكيره ، ويطرحها في كافة مقالاته الطويييييييييييييييله جدا ، حيث يتمتع بتوجه أيديولوجي يعمل كالبوصلة المتوجهة دوما نحو الشمال . ولكي يؤكد على فكرته العظيمة يسوق الأمثلة التى أتوقف عندها طويلا ، و أدرك سبب وجود هذا الرجل المناسب في مكانه المناسب تماما ، و أخر تلك الأمثلة التى استشهد بها في مقاله المنشور بتاريخ 27/02/2010 و بعنوان "من القاهرة تغيير حالة الوطن ؟" ، حيث وردت هذه الفقرة في بداية المقال : "كان الوقت في نهاية السبعينيات عندما شاركت زميلا بريطانيا في حجرة جماعة الدارسين للدكتوراه‏,‏ الذين يقومون بالتدريس للطلبة في الوقت نفسه بجامعة شمال إلينوي بمدينة ديكالب الصغيرة‏,‏ والقريبة من شيكاغو في ولاية إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية‏.‏ وكما هي العادة في مثل هذه الأحوال كانت هناك مناقشات كثيرة حول ما ندرسه‏,‏ وما نحاضر الطلاب به‏,‏ وعن تاريخ بلادنا وما جري فيها من أحوال قريبة وبعيدة‏.‏ وكان طبيعيا أن يحضر بين طالب مصري وآخر بريطاني تاريخ العلاقة بين مصر وبريطانيا‏;‏ ولما كنت مشبعا في ذلك الوقت بالرؤية المصرية وحدها القائمة علي أن الاستعمار الإنجليزي كان السبب في تخلف مصر‏,‏ وأن الغني البريطاني جاء نتيجة استنزاف ثروات الشعوب المستعمرة‏,‏ فقد فاجأني زميلي بغضبه الشديد‏.‏ وكان منطقه يقوم علي أن تقدم المملكة المتحدة راجع أساسا إلي التضحيات التي قدمها شعبها‏,‏ وراح يعدد ليس فقط المنجزات التكنولوجية التي حققتها بلاده في فجر الثورة الصناعية وإنما التضحيات التي بذلها الشعب البريطاني من أجل الوصول إلي ما وصل إليه‏.‏ وكانت التفاصيل كثيرة من أول المدن التي ازدحمت وانهارت مقوماتها‏,‏ حتي القري التي هجرها أهلها بحثا عن ثروات مزعومة حتي انتهي بهم الأمر إلي الفقر والتسول والانهيار الخلقي المعنوي‏,‏ والنساء والأطفال الذين عملوا لساعات طوال دون شفقة أو رحمة أمام أفران الصلب المنصهر دون حماية أو وقاية فسقطوا في سن مبكرة صرعي للأمراض والمجاعات‏.‏ والحقيقة أن هذه الصورة الدرامية لم تكن بعيدة تماما عن الذهن‏,‏ فكنت قد قرأت بالطبع روايات مهمة مثل دافيد كوبرفيلد و أوليفر تويست اللتين صورتا الأحوال البريطانية إبان الثورة الصناعية‏,‏ ودرست أيضا خلال المرحلة الجامعية في مادة التاريخ الاقتصادي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الكثير عن التضحيات المختلفة التي قدمتها الشعوب التي سبقتنا خلال مراحل متنوعة من التطور‏;‏ ولما كان بحثي في مادة الفكر السياسي يدور عن مفهوم ديكتاتورية البروليتاريا لدي كارل ماركس فقد كان لابد من قراءة الكثير من كتبه‏,‏ وكلها غنية بآلام عمليات التحول في المجتمعات الصناعية‏.‏ وعلي أي حال فقد استمرت المناقشات والحوارات‏,‏ وربما توصلنا إلي نقطة وسط بشكل أو آخر‏,‏ ولكن النتيجة المهمة كانت أن للتقدم ثمنا وتضحيات نادرا ما نتحدث عنها في مصر‏,‏ حيث تبدو الأمور بسيطة للغاية ولا تتعدي تعديلات دستورية في المواد‏76‏ و‏77‏و‏88,‏ وانتخاب واحد من أقطاب المعارضة‏,‏ ومن بعدها تصبح مصر بلدا مثل سويسرا‏,‏ أقل أو أكثر قليلا‏!.‏ هكذا فإن تقدم إنجلترا ونموها وفقا لرأى طالب الدكتوراه الإنجليزي لم يقم على أشلاء مستعمراتها في أفريقيا و الأمريكتين و أسيا وأستراليا ، و أصبح نتاجا للتضحيات التى قدمتها شعوبها ...سبحان الله لقد أصبح لى ذراع الحقيقة هو سبيل البعض لبث أفكار باطله تؤيد وجهة نظرة . أولا : من الثابت تاريخيا (و يمكن لمن أراد مطالعة فترة تاريخ الدول الإستعمارية فى القرن السابع عشر و ما بعده ،وفي فترة الثورة الصناعية تحديدا ) أن معاناة الطبقات الدنيا لشعوب أوروبا كان سببها جشع الطبقات العليا و نمو الرأسمالية المتوحشة وغياب العدالة الإجتماعية ، وكان ذلك هو السبب الرئيسى لقيام الثورة الفرنسية . فلم تكن تضحيات تلك الشعوب من أجل النهضة إذا ، بل كانت معاناة الشعوب بسبب الإستغلال البشع من قبل الطبقة الغنية في تلك البلدان للفقراء من أجل تحقيق تراكم للثروة ورفاهية لاحدود لها. ثانيا : من الثابت تاريخيا أيضا أن الحركة الإستعمارية نشأت من أجل خدمة الطبقات الغنية في المجتمعات الأوروبية ، ولكن خيرها عم على كافة فئات تلك المجتمعات ،في صورة فتح أسواق جديدة أمام مخرجات عجلة الصناعات الأوروبية ، واستنزاف الموارد و المواد الخام في المستعمرات بأبخس الأثمان (و أحيانا بدون ثمن على الإطلاق) . هل نسي طالب الدكتوراه الإنجليزي نشر الإستعمار الإنجليزى لعادة تعاطي الأفيون في الصين ، وقصف المدن الصينية من أجل إجبار حكومة الصين على اعتبار تجارة الأفيون تجارة مشروعة ، و السبب أنهم كانوا يبيعون هذا المخدراللعين للصينيين بالعملة الفضية و الذهبية (السم في مقابل الذهب والفضة). هل نسي طالب الدكتوراه الإنجليزي دخل قناة السويس الذى كان يصب في خزانة حكومته ، أو القطن المصري الذي كانت حكومته تأخذه بأبخس الأثمان لتتمكن من تشغيل مصانع المنسوجات بها بعد توقف عجلة الإنتاج بها نتيجة لتقف واردتها من القطن الأمريكي خلال الحرب الأهلية الأمريكية . هل نسي طالب الدكتوراه الإنجليزي ذهب وفضة أمريكا الجنوبية ، و ألماس و منتجات الجلود و المطاط و الكاكاو ،بل و المتاجرة في البشر(العبيد) في أفريقيا و أسيا. لصالح من تم إبادة الأبورجينيين (سكان أستراليا الأصليين) و الهنود الحمر(سكان الأمريكتين الأصليين) و الإستيلاء على أرضهم التى اعتبرها المستعمرون أرضا بلا شعب . ثالثا : إذا كان للتقدم ثمنا لم يدفعه المصريون بعد ، كما يرى الدكتور سعيد ، وهذا ظلم كبير لكل مصري ، فأظن أن القيادة التى تفشل في إدارة الوطن لمدة ثلاثة عقود هى الأولى بالتغيير. رابعا : ورد في المقال عبارة للدكتور سعيد تقول" و لما كنت مشبعا في ذلك الوقت بالرؤية المصرية وحدها القائمة على أن الإستعمار الإنجليزي كان السبب في تخلف مصر" ــ وهو يقصد بتلك الفترة فترة السبعينيات ، حيث عرف عن الدكتور سعيد أنه اشتراكي سابق ــ و أننى أتساءل هل يمكن أن يكتشف الدكتور سعيد بعد مرور الزمن و تغير أيديولوجية النظام الحاكم الحالي أنه كان مشبعا في ذلك الوقت بالرؤية المصرية(رؤية النظام الحاكم يعنى) و يغير وجهة نظره للتفق مع أيديولوجية النظام الحاكم الجديد؟ ربما