الأربعاء، 20 أبريل 2011
جريمة حكماء ماسبيرو الثانية
في أثناء ثورة يناير قام السادة العباقرة في وسائل الإعلام المملوكة للدولة من صحافة وإذاعة وتلفزيون بتشوية متعمد لوقائع الثورة بدء من تقليل أعداد الحشود المتوافدة إلى ميدان التحرير، ومرورا بوصف الثوار بالخونة والعملاء، وانتهاء باستضافة فنان من فنانى الدرجة الثالثة ليطعن في شرف الثوار، وكان غرضهم خلق رأى عام مضاد للثورة ، لكن النتيجة كانت عكسية، وحظيت الثورة بتأييد جارف من غالبية فئات الشعب .... مرت هذه الجريمة بسلام بعد أن رفع حكماء إعلام النظام البائد راية "خوفا على أرزاقنا كنا عبيدا للمأمور"
لم يكتف حكماء ماسبيروا بجريمتهم الأولى في حق مصر بل حملت الأخبار صدور قرار للمسئولين الأفاضل في التلفزيون المصري بعمل مونتاج ومحو صور ومشاهد أفراد النظام المصري السابق من كافة المواد التلفزيونية المسجلة، هكذا وبجرة قلم يتم محو وثائق ثلاثة عقود من تاريخ مصر ، وهو ما يشكل جريمة ثانية في حق مصر وذاكرتها التاريخية، فإلى أي أرشيف يعود الباحثون في التاريخ أو الإعلام أو حتى من يريد من المثقفين التعرف على فترة حكم مبارك لمصر وما جرى فيها من أحداث.
جريمة التلفزيون الأولى والجريمة الثانية المزمع القيام بها تقفان على أرض واحدة هي أرض النفاق ، أقدمهما كانت نفاقا لنظام مبارك ، وأحدثهما نفاقا لنظام ما بعد مبارك.
عفوا يا سادة ماسبيرو ،أرشيف التلفزيون ليس ملكا لكم ،ولايجب العبث به تحت أي مسمى فهو جزء هام من ذاكرة وتاريخ مصر ، ومن حق الأجيال القادمة أن تعرف تاريخها دون تزييف ومن مصادره الأصلية .
الثلاثاء، 22 مارس 2011
كارثة اليابان ومحطتنا النووية
في الوقت الذي دخلت فيه إجراءات تشييد المحطة الذرية المصرية نفق التجميد نتيجة لقيام ثورة يناير ، حدث زلزال وتسونامي اليابان الذي أدى إلى كارثة نووية مروعة في إحدى الدول الاكثر تقدما علميا وتقنيا على مستوى العالم، ودفع باليابان إلى طلب المعونة الدولية للتعامل مع كارثة بيئية هائلةلا يعلم مداها أحد، وتوالت ردود الأفعال الشعبية والحكومية على مستوى العالم مطالبة بغلق المفاعلات النووية إدراكا من الجميع بخطورة التسرب الإشعاعي الذي قد ينتج سواء عن أخطاء بشرية أو تقنية كما حدث في تشيرنوبل بأوكرانيا ، أو نتيجة كوارث طبيعية كما حدث في اليابان،وطالب الرأى العام في كثير من الدول وعلى رأسها ألمانيا بالتوجه إلى البدائل الأمنة للطاقة وإنهاء عهد الطاقة النووية .
أما في مصرنا الحبيبة فقد بدأ الملف النووي يعاد فتحة منذ سنوات قليلة بغرض تلميع القيادة السياسية المرشحة للخلافة – قبل أن تطيح ثورة يناير بمشروع التوريث – و كذلك للتربح بشراء مفاعل سابق التكهين – كعبارة السلام المنكوبة- وإيداع فرق الثمن في بنوك سويسرا كشأن كافة المشروعات التى تمت في عهد الفساد والإستبداد ،وتم تجاهل الأصوات المحذرة من النتائج المدمرة لوجود محطة نووية في مصر قد تكون مستهدفة بالتدمير و التخريب من جهات معادية لإلحاق الدمار بمصر ،أو عرضة لخطر حدوث تسرب إشعاعي لأى سبب كان.
لقد جاءت كارثة اليابان في هذا الوقت لنستفيق من الوهم الذري ، فالعفريت النووى ما أن ينطلق فإنه لا يستطيع أحد أن يصرفه أو يسيطر عليه ، ومصر لن تستطيع التعامل مع كارثة نووية لم تستطع دولة كاليابان التعامل معها ، ولماذا نقيم محطات نووية ولدينا المصادر الأمنة المتجددة للطاقة ؟ فالشمس لاتغيب عن سماء مصر ، والطاقة الشمسية لاتلوث البيئة وليس لها أى أخطار، وكذلك طاقة الأمواج على سواحلنا الممتدة بطول البحرين المتوسط والأحمر ، وطاقة الرياح كذلك ، وكلها متوفرة وآمنة وتكفي احتياجات مصر من الطاقة ، بل ويمكن تصدير الفائض منها فتكون مصدرا جديدا للدخل بخلاف البترول الذى أوشك على النضوب ، و تتجه دول العالم للتخلص من التقنيات التى تعتمد على الوقود الحفري الملوث للبيئة و المتسبب في زيادة نسبة ثاني اوكسيد الكربون في الغلاف الجوي و ماترتب علي ذلك من أضرار بيئية كبيرة .
لابد من إعادة النظر في الملف النووي و البدء في السير في الإتجاه الأخضر للطاقة البديلة .
الخميس، 10 فبراير 2011
تحيــــــــــــــــــا مـصــــــر
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)