كتبت : أماني مغاوري
مع الاعتذار لمسلسل زهرة وأزواجها الخمسة ،
وددت أن أستعرض الوعود الانتخابية للسيد شفيق (حيث أننا نطالب بدولة مدنية لا
يحكمها العسكر ، فلابد أن نستبعد مخاطبته بالفريق)
الوعد
الأول كان إعادة الاستقرار
والأمن للبلاد في 24 ساعة ، وهو يتعلق بعمليات التخريب والبلطجة التي يمولها فلول
الحزب الوطني المنحل بأموالهم الطائلة التي اكتسبوها بطرق غير مشروعة ، وهو أمر
بالفعل هين على شفيق والفلول فعناوين وتليفونات البلطجية لديهم ،ثم مادامت السيطرة
على البلاد ستعود للفلول مرة أخرى فما حاجتهم لبذل الأموال للبلطجية وقد تحقق
هدفهم.
الوعد
الثاني ويتعلق بمحو ميدان
التحرير من على خريطة مصر وقمع الثوار ، وهو منتهى أمل الفلول لتعود الأوضاع إلى
ما كانت عليه قبل ثورة يناير ويستمروا في زحفهم المقدس على أشلاء الوطن ليمتصوا
أخر قطرة من دماء مصر.
الوعد
الثالث وهو إباحة البناء
على الأرض الزراعية ،ليستغل حاجة الناس إلى السكن ، ويضمن الحصول على مزيدا من
أصوات البسطاء الساعين لتحقيق مصالحهم الوقتية على حساب مصلحة وطن بأكمله ،ولكن
بعد أن نبنى على أرض مصر الخصبة التي تكونت عبر ملايين السنين ، فمن أين سنحصل على
غذائنا ؟ وكم سندفع ثمنا لشرائه ؟ وهل سيكون المدفوع مالا فقط أم أشياء أخرى ؟ ومن
المستفيد في النهاية؟
طبعا مافيا الاستيراد
التابعة للحزب الوطني المنحل والذين أغرقوا أسواق مصر بالمنتجات الملوثة والمسرطنة
هم المستفيد الأول ، وسيتحكمون بالأسعار ويرفعونها للحد الذي يعجز عن دفعه غالبية المواطنين ، وعندها سيعضون بنان
الندم ، وليأكلوا إذا المباني التي أقاموها على الأراضي الزراعية ، وليتم شفيق
لعبة الحزب الوطني القذرة بتدمير مصر وإخضاعها لإرادة الكيان الصهيوني.
الوعد
الرابع ويتعلق بتدريس
الإنجيل والقرآن معا في المدارس ، وإذا اعترض الشعب سيلغيهما معا ، طبعا كلام سفيه
، وحسبنا الله ونعم الوكيل ، فالإنجيل والقرآن بالفعل يدرسان في المدارس كل لمن
يدين به في حصص التربية الدينية ، ولكن
للقرآن الكريم خصوصيته الفريدة لبلاغته اللغوية ، فلا تدرس اللغة العربية إلا
بالاستعانة بالنصوص القرآنية ، بينما لا حاجة مماثلة لتدريس الإنجيل ، لكن من أجل
كسب أصوات الطائفيين المتعصبين من أبناء الكنيسة فلا يهم إذا الاستمرار في مسلسل
تدمير التعليم الذي بدأه النظام السابق بعد أن استعان بالخبراء الأمريكيين ليضعوا
البرامج التعليمية لأبنائنا على هواهم وبما يخدم مصالحهم ومصالح حليفتهم إسرائيل.
الوعد
الخامس وهو وعد خاص بمبارك
وأركان النظام البائد بإصدار عفو عام عنهم ، وتعويضهم عن أيام السجن المريرة
،وعودتهم إلى مناصبهم معززين مكرمين ، وكأن ثورة لم تقم ، والوعد الخامس من الوعود
غير المعلنة للعامة ، ولكنه معلوم للجميع.
والواضح أن وعود شفيق
هي وعود من لا يملك لمن لا يستحق ، حيث تصب جميعها في مصلحة فلول النظام البائد ،
ببساطة لأن شفيق هو حصان طروادة الذي سيعودون من خلاله لسدة الحكم ، والسؤال الذي
يطرح نفسه بقوة هو كيف يسمح لرجل مبارك المخلص وأخر رئيس لوزرائه أن يترشح للرئاسة
؟ وهو ما يعنى إمكانية ترشح مبارك نفسه أو أحد أولاده للرئاسة ،وهو ما يعنى فشل
الثورة في إزاحة هذا النظام الفاسد.
إن تفجر موجة جديدة
للثورة المصرية لابد ألا يتوقف إلا مع تولى حكومة مدنية لمقاليد الحكم ، فلا ينبغي
أن تترك الثورة في أيدي فلول الحزب الوطني يوجهون دفتها بكل قوة ودون كلل نحو شاطئهم
الملوث بالفساد مرة أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق